تلقى مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة، في أحد مجالسة العلمية، سؤال: “أدعو الله كثيرًا ولا يستجاب لي فهل هذا غضب من عند الله؟”.
وأجاب الدكتور علي جمعة: ” إن الله سبحانه وتعالى قد لا يستجيب للعبد لأنه يرقيه بذلك”.
وتابع: ” إن العبد كلما دعا الله سبحانه وتعالى يزداد ثوابه، لدرجة أنه يوم القيامة يجد ثوابًا كبيرًا ولتمنى أن الله لم يستجب له أبدًا، وأكد جمعة في جوابه أن عدم استجابة الدعاء ليس دليلًا على غضب الله تعالى، وإنما هو ترقية من الله وثواب كبير سيجده وقت الحساب”.
تلقى الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، سؤال: “هل يجوز شرعًا إجبار المرأة على العلاقة الزوجية؟”، وأجاب عليه عبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك.
وقال الدكتور السيد سعيد: “إنه بداية لا يجوز للزوجة أبدًا أن تمنع نفسها عن زوجها بدون مبرر أو مانع شرعي أو عذر، فيجب أن تتأكد أن لها حق في المنع وإما تعرض نفسها لإثم عظيم جدًا”.
وتابع: “رسول صلى الله عليه وسلم: “أيما رجل دعا امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح”، فهي في هذه الحالة تعرض نفسها لذنب عظيم، ومن حق زوجها في هذه الحالة أن يعتبرها ناشز وعاصية له ويسقط نفقتها، فيقول تعالى: ” وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”.
وأضاف: “إنه لا يجوز له أبدًا إن وجد مانع عند المرأة أن تقيم العلاقة الزوجية في الوقت الذي يريده، أن يجبرها على العلاقة، مادام هناك مبرر، كأن تكون مريضة أو تشعر بنفور منه، أو أن هناك شيء يغضبها منه، فقال تعالى: ” نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ” فمادام لدى الرجل رغبة في أن يقيم علاقة زوجية، فيجب عليه أولًا أن يعرف سبب نفورها وسبب غضبها، فهذا من حقها عليه كما هو من حقه”.
وأوضح: “العلاقة الزوجية الغرض منها الاستمتاع.. ومستحيل أنه يحصل مع وجود الإكراه، والغصب والإجبار ينفي الاستمتاع عن العلاقة الزوجية، فلابد على الزوج لأنه القوام والمسئول أن يسمع من زوجته ويعرف سبب نفورها وسبب مشكلاتها، وحين يعمل على إصلاحها يبحث حينها عن حقوقه كما تبحث هي عن حقوقها، مؤكدًا أن العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة والسكن، وليس استخدام العضلات وهذا حقي وهذا حقها، فقال تعالى: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.