ورد سؤال من إحدى السيدات عبر أحد المواقع الاسلامية الالكترونية، يفيد بـ :”زوجي لا يعاشرني إلا مرة كل أسبوعين فهل هذا طبيعي؟”.
فأجابت الإجابة من أحد الأزهريين، وكتب: “بداية أحب أن أوضح بأنه لم يثبت لغاية الآن وجود علاقة بين كثرة ممارسة العلاقة الجنسية, أو حتى ممارسة العادة السرية عند الرجل, وبين حدوث سرطان البروستات، وقد يكون زوجك سمع هذه المعلومة من مصادر غير موثوقة, فأثرت عليه وازدادت مخاوفه”.
ما أظهرته بعض الدراسات, وليس كلها هو أن ارتفاع مستوى هرمون التستوسترون في الرجل, قد يسرع في نمو سرطان البروستات, وإن كان أصلا موجود, أو قد ينشط خلايا سرطانية كانت كامنة, لكنه ليس السبب في بدء تشكل السرطان, وبالطبع هذه الدراسات محدودة وهنالك دراسات تنفي هذا الشيء.
يبقى العامل الأهم في حدوث سرطان البروستات, بل وأغلب السرطانات في الجسم, هو التقدم في السن, والاستعداد الوراثي.
والمهم يا عزيزتي أرى بأن لكل منكما دورا ومسؤولية في عدم جعل هذا الأمر ينعكس سلباً على حياتكما معاً .
فقد يكون زوجك متخوفا فعلاً من السرطان, ويصعب تغيير أفكاره في هذه الحالة, وقد يكون يلجأ إلى هذا القول كمبرر لعدم قدرته على ممارسة الجنس بتواتر أكبر, كما لا أخفي عليك بأن بعض الرجال يظنون فعلا بأن المرأة قد تعتاد على تواتر معين للعلاقة الجنسية, فتطلب المزيد أو لا تعود تقبل بأقل منه مستقبلاً, ولعل هذا ما قصده زوجك بكلمة (الشبق).
في كل الأحوال ومهما كانت أفكاره أو وجهة نظره, فإن كلامي هو موجه لك أنت, وأقوله وكلي رغبة في مساعدتك, فأرجو أن تتقبليه بصدر رحب حتى إن لم توافقيني عليه:
احترمي رغبة زوجك وأفكاره, وقدري ظرفه سواء كان خائفا فعلاً, أو كان لديه سبب آخر, فالرغبة الجنسية هي كالشهية للطعام من الصعب أن يجبر الشخص عليها, إن لم يكن راغب بها أصلا.
فإن كان زوجك يملك القدرة على ممارسة العلاقة بتواتر أكثر, ولا يقوم بذلك وهو قاصد, أو كان لا يعدل بينك وبين الزوجة الأولى, فهذا أمر لن تستطيعي تغييره, وحسابه سيكون بيد رب العالمين.
إن كان فعلاً خائفا من السرطان فإن الخوف بحد ذاته يفقد الرغبة بالشيء, وبالتالي يكون الأمر خارجا عن إرادته أي أنه معذور فعلاً .
وبالنسبة لك فيجب ألا يأخذ هذا الموضوع أكثر من حجمه, ويجب ألا تلحي عليه, وإن لم يكن هنالك رغبة في الحمل عندك, فهنا لا مشكلة, فيمكن اعتبار أن هذا التواتر في العلاقة هو ضمن الحدود المقبولة, وهو كاف لكثير من الزوجات .
والعلاقة الجنسية للأنثى هي أكثر من مجرد علاقة جسدية, لأن الأنثى بطبيعتها تستمتع بأمور أخرى في العلاقة الزوجية, فوجود الدفء والمحبة والود هو مصدر آخر للمتعة .
ولذلك يا عزيزتي اقبلي بما قسمه الله لك, وفي كل شيء ولا تلتفتي إلى ما تقوله الصديقات والقريبات, ولا إلى ما تقرئينه أو تسمعينه من مصادر مضللة تحاول أن تصور العلاقة الزوجية على أنها علاقة جنسية فقط , بل تشوه من غريزة الأنثى .