يتساءل الكثيرون هل إعدام قاتل نيرة أشرف يسقط عنه حساب يوم القيامة؟، بالتزامن مع صدور الحكم من محكمة جنايات المنصورة، بالإعدام لمحمد عادل قاتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، بعد تصديق المفتي على حكم الإعدام، وأجابت دار الإفتاء المصرية في فتاوى سابقة عن هل تسقط العقوبة في الأخرة بعد القصاص أم لا؟
وقالت دار الإفتاء إن القتل العمد من أكبر الكبائر، مستشهدة بقول الله تعالي: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»، فإن قتل القاتل عمدا، واقتص منه أو عفى عنه من أولياء المقتول، فلا يعاقب في الآخرة عن هذا القتل في حق المقتول، لكن إن لم يتب توبة صحيحة، بقي حق الله تعالى يحاسب عليه في الآخرة.
وأجابت دار الإفتاء عن هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة؟ بالتزامن مع حكم الإعدام على قاتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، موضحة أن جمهور الفقهاء ذهب إلى أن للقاتل عمدا ظلما، توبة كسائر أصحاب الكبائر، للنصوص الخاصة الواردة في ذلك، والنصوص العامة الواردة في قبول توبة كل الناس.
واستشهدت الدار بقول الله تعالى «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا»
وتابعت: «لأن توبة الكافر بدخوله إلى الإسلام تقبل بالإجماع، فتوبة القاتل أولى، وقال الحافظ بن حجر في (تحفة المحتاج في شرح المنهاج): (وأكبر الكبائر بعد الكفر القتل ظلما، وبالقود أو العفو لا تبقى مطالبة أخروية، وما أفهمه بعض العبارات من بقائها محمول على بقاء حق الله تعالى؛ فإنه لا يسقط إلا بتوبة صحيحة، ومجرد التمكين من القود لا يفيد إلا إن انضم إليه ندم من حيث المعصية وعزم أن لا عود».
مقالات أخرى قد تهمك:
«ما حكم ارتكاب الحاج شيئًا من محظورات الإحرام وجماع الزوجة».. «الإفتاء» يحسم الأمر
ما حكم شراء اللحوم وتوزيعها على الفقراء بدلا من الذبح؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل