العبث بثوابت المجتمعات لا يأتي إلا من خلال تمرير بعض الرسائل السلبية للعقول الصغيرة، ولعل محاولات شركة ديزني المستمرة بتمرير شخصيات مثلية في أفلامها يضعها دائما في دائرة الاتهام، لاسيما انها تعسى من وقت الى آخر لإقحام شخصيات مثلية في أفلام الكرتون أو الأنيمشن التي تستهدف الأطفال في المقام الأول.
وفي غضون أيام ستواجه الشركة الأميركية عاصفة جديدة من الانتقادات بدأت نواتها تتشكل خلال الساعات القليلة الماضية، بإعلان ديزني عن وجود شخصية مثلية في فيلم الأنيمشن Onward لتؤكد دول عدة، وعلى رأسها روسيا، حذف بعض المشاهد.
تعاون مشترك
ويعد فيلم الأنيمشن Onward تعاونا مشتركا بين كل من شركتي ديزني وPixar، وفقا للتقرير الذي نشر على موقع eonline، وتقوم الممثلة المثلية لينا وايتهي بأداء دور الضابط المثلي سبيكتور، وتدور أحداث الفيلم في عالم سحري يضم مواطنين خياليين فقدوا علاقتهم بالفنون السحرية، حيث يباشر شقيقان قزمان مراهقان في عملية بحث استثنائية لاكتشاف إذا ما كان لا يزال هناك قليل من السحر في عالمهم.
في حين ان هذه هي أول شخصية مثلية في عالم بيكسار، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تضم فيها «ديزني» شخصيات مثلية إلى نتاجها الفني، ففي العام الماضي طرحت مسلسل Andi Mack، الذي يضم حبيبين مثليين في سن المراهقة، حيث اختتم الموسم بمشهد اعتراف «سايروس جودمان»، الذي يؤدي دوره جوشوا راش، بحبه وانجذابه تجاه زميله «تي جيه كيبن»، الذي يلعب دوره لوك مولن.
وفي الدرب نفسه الذي تسير عليه «ديزني» كشفت تقارير إعلامية عالمية أن شركة سوني تخطط لتصوير شخصية «سبايدر» كشخص ثنائي الجنس في فيلمها القادم، حيث سيعاد الممثل «أندرو غارفيلد» بدور سبايدرمان في عالم مواز لعالم «توم هولاند»، ليكون مثلي الجنس.
تاريخ «ديزني»
وبالعودة إلى تاريخ ديزني نجد أن الشركة لديها سوابق عدة في محاولة الترويج لفكرة المثلية الجنسية، تجسدت في العديد من أعمالها على فترات متباعدة، على سبيل المثال أطلقت ديزني منذ عامين فيلمها الشهير Beauty And The Beast، الذي ظهرت فيه شخصية مثلية الجنس بشكل صريح، وهي شخصية «لافو» الذي كان يُكن إعجابا وانجذابا تجاه صديقه المقرب «جيستون»، واحتوى الفيلم على أول مشهد شذوذ في «ديزني»، مما تسبب في غضب الكثير من الجمهور، وأكد بعض النقاد أن تلك المشاهد لا تصلح للمشاهدين، خاصة الأطفال، ما جعل بعض الدول تمنع عرض الفيلم في السينمات.
وبالرغم من أن تلك الشخصية كانت الأولى التي تظهر بشكل صريح في عالم «ديزني»، فإنها لم تكن الأولى في أفلامهم، فهناك بعض الشخصيات ظهرت لكن ليس بشكل صريح.
في Zootopia يحتوي الفيلم على شخصيتي «باكي وبروم كوريكس» اللذين يسكنان في شقة واحدة بجوار الأرنبة «جودي»، واللذين يتشاجران معا طوال الوقت على طريقة المتزوجين، ويمتلكان نفس الاسم الأخير، كل هذه الأمور جعلت المشاهدين يعتقدون أنهما شاذان جنسيا، وقام مخرج الفيلم بتأكيد ذلك بعد إطلاق الفيلم عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر.
ويضم فيلم «أحدب نوتردام» شخصية التمثال المتكلم «هوجو»، الذي فسرت أفعاله على انها انحراف جنسي، حيث يُعبّر بشكل دائم في الفيلم عن حبه لشخصية الماعز الذكر «ديتشالي»، الذي كان حيوان «أزميرالدا» الأليف، بالإضافة إلى أن الجزء الثاني من الفيلم يكشف أن الماعز أيضا يبادل «هوجو» الحب.
أما فيلم Frozen فيحتوي على شخصية «أوكين»، التي تقابله «آنا» خلال رحلة بحثها عن شقيقتها «إيلسا»، ويتصرف «أوكين» بطريقة تشبه كثيرا الشواذ جنسيا، وتتضح مثليته عندما يلوح لعائلته في الساونا، التي كانت تتكون من رجل آخر وبعض الأطفال.
شخصية هاديس
بينما يضم فيلم «هرقل» شخصية إله العالم السفلي «هاديس»، الذي بالرغم من أن قصته في الأساطير اليونانية تنص على أنه يمتلك زوجة، فإن شركة ديزني تجاهلت الأمر وقامت بتصويره بصورة تشبه المتحولين جنسيا، وتسبب هذا في تصديق معظم الناس أن شركة «ديزني» أرادت توضيح أن «هاديس» مثلي الجنس.
وفي الجزء الثاني من فيلم Frozen يعتقد بعض الناس أن شخصية الأميرة «إيلسا» شخصية مثلية الجنس، بالرغم من عدم احتواء الفيلم على أدلة كافية لذلك، حيث يأتي هذا الاعتقاد فقط من حقيقة أنها لا تريد الزواج وعدم انفتاحها على الرجال، والغريب أن محبي الفيلم، خاصة الأميركان، طالبوا «ديزني» بأن تجعل «إيلسا» مثلية الجنس بشكل صريح في الجزء المقبل من الفيلم، وأن يتم إعطاؤها صديقة حميمة، حتى أن هناك عريضة موقعة من قبل آلاف الأشخاص على الإنترنت من أجل دعم الفكرة.
وجاءت تعليقات رواد السوشيال ميديا: «حرام يحرموا ولادنا من الكرتون، حتى الكرتون بقا +18، هو في ايه!».