في تسجيل نادر لإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله تعالى- فسر فيه قوله تعالى: ” أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ”.
قائلًا إن معنى كلمة أحل أنه كان محرمًا، فقبل هذا النص كان الجماع بين الرجل وزوجته ليلة الصيام محرمًا، أي في ليالي رمضان كلها ونهاره كان الجماع محرمًا.
وقال الشعراوي إن تشريع الصوم كان أن يمسك المسلم في النهار عن شهوتي البطن والفرج فإذا نام لا يأكل مرة أخرى حتى ولو لم يفطر، وكانت العلاقة بين الرجل وزوجته ممنوعة في الليل أيضًا، فأحل الله سبحانه وتعالى أمرين، أولهما الرفث إلى النساء في الليل، والأمر الآخر هو الأكل والشرب حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، فقال تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ”.
“لما تعرضت لذلة المخالفة رفعناها عنك” يقول الشيخ الشعراوي معللًا سر نزول الأحكام ثم رفع بعضها، فقد يظن المسلم أنه كان باستطاعته تأديتها، ولذا يقول تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ”، فبعض الرخص تأتي بعد أن يجيء التشريع لينبه الحق أنه لو لم يفعل ذلك لتعرضتم للخيانة والحرج.
مقالات أخرى قد تهمك:
ما حكم تناول المرأة لأدوية تؤخر الحيض خلال رمضان؟.. «الإفتاء» تفجر مفاجأة
الإفتاء تحذر من اعتقاد خاطئ عن كفارة الجماع في نهار رمضان.. مفاجأة