طعام حلال أو حتى إفطار في رمضان جمع من لذا وطاب من المطعم والمشرب، وسط أفخر المجالس، لكنه طعام نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، أو الإقبال عليه، لفساد القصد وسوء النية.. فما هذا الطعام؟
السنة النبوية حملت إلينا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، نَهَى عن طعامِ المتبَارِيَينِ أنْ يُؤكَلَ»، وهو الحديث الصحيح الذي رواه اعبدالله بن عباس في صحيح أبي داود، وقد أخرجه أبو داود (3754)، والحاكم (7170)، البيهقي(14993).
ومعنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضمن نَهَى الإسلامُ عَنِ الفَخْرِ والرِّياءِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: “إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عن طعامِ المُتَباريَيْنِ”، أي: والمُتباريانِ هما المتعارِضانِ بفِعليهما؛ ليُرَى أيُّهما يَغلِب صاحبَه، فيُقيمُ كلُّ واحدٍ منهما الوليمةَ والضِّيافةَ ويُرادُ بها الفَخْرُ والسُّمْعَةُ والمباهاةُ والرِّياءُ، ولا يُرادُ بها وجْهُ اللهِ.
وفي الحديث ذم لمن يُريدُ أنْ يُسابِقَ بطعامه غيرَه في مباراةِ الفخرِ والرِّياءِ؛ حتَّى يُعجِزَه أنْ يَصنَعَ مِثْلَه؛ فنَهى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم “أنْ يؤكَلَ”، أي: لا يُؤْكَلُ مِن هذا الطَّعامِ ولا تُلَبَّى الدَّعوةُ إلى الأكْلِ منه؛ وذلك لِمَا فيه مِنَ المُباهاةِ والرِّياءِ، ولأنَّ إجابةَ الدَّعوةِ والأكْلَ مِن هذا الطَّعامِ فيه إعانةٌ لهما على فِعلِهما.