كانت أسرة الفنانة نجلاء فتحي عاشقة للفن ولديها علاقة صداقة قوية مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ولذلك كانت الفتاة الصغيرة تجلس مشدوهة أمامه، وإذا ما نطقت فإنها تقلد نجوم السينما وخاصة هند رستم.
نجلاء، كما اختار لها العندليب اسمها الفني فيما بعد، أقنعته بموهبتها وبرغبتها المُلحة للعمل في السينما، فوعدها بالدور الرئيسي الثاني في فيلم “أبي فوق الشجرة”، وطلب منها أن تستعد بتدريب صوتها والتدريب على الأداء التمثيلي.
وظلت الفتاة تنتظر تلك الفرصة، وطال انتظارها أكثر من عام، حتى عرض عليها السيناريست عدلي المولد دورًا في فيلم “الأصدقاء الثلاثة” مع نجوى فؤاد، وبعد عامين اختارها رمسيس نجيب لبطولة فيلم “أفراح” مع حسن يوسف.
وبعد هذا الفيلم كان من المفترض أن تقدم دورها في فيلم “أبي فوق الشجرة”، ولكن زواج شقيقتها منى من أحد الأمراء السعوديين حال دون ذلك؛ إذ طلب الزوج منع نجلاء من العمل في السينما، فخضعت الأسرة لرغبته، وضاعت الفرصة منها ومثلته بدلًا منها زميلتها ميرفت أمين.
محاولتها الانتحار
ولدت ياسمين سيف أبو النجا ابنة الفنانة نجلاء فتحي بعيب خلقي في القلب، في البداية، أشار الأطباء إلى “فتحي” بأن ابنتها مولودة بثقب في القلب لكنه سيلتئم مع مرور الوقت، لكن مر عام على ولادة “ياسمين” وتضاعفت أعراض المرض، فقد ازدادت زُرقة أظافرها وشفاهها، فاضطرت الفنانة نجلاء فتحي بزيارة طبيب آخر يُدعى حمدي السيد الذي أكد لها أن ابنتها تحتاج لتدخل جراحي.
تحكي نجلاء فتحي في لقاءها مع الإعلامي مفيد فوزي، بأن الخبر كان بمثابة فاجعة وكلما تتذكر هذا الموقف تمسك دموعها، فالأمر كان قاسيًا على ابنتها التي لم يتخطى عمرها عام.
بعد سمعها خبر ضرورة إجراء عملية في قلب ابنتها، أسرعت نجلاء فتحي تجاه شباك بالعيادة، وشعرت بيأس شديد وهي تنظر من النافذة، وفكرت في الانتحار، إلا أن والدتها انتبهت لحالتها، وقالت ” زهرة، إنت عاوزة بنتك، وأنا برضه عاوزة بنتي”.
تذكرت الفنانة نجلاء فتحي في تلك اللحظة الدور الذي كانت تقوم به والدتها في حياتها، من خوف وحرص على مستقبها، فقد كانت تحرص على الحضور معها في تصوير أفلامها في البداية إلى أن رفضت نجلاء فتحي ذلك، فنزلت والدتها على رغبتها وقالت “أنا مش هاجي معاكي تاني، بس عومي واحرسي هدومك” أي ترعى نفسها بنفسها.