هناك فنان شهير تسبب في إضحاك الكثير من المشاهدين إلا أن حياته كانت مأساوية ورحل عن عالمنا بعدما مر بالكثير من الأزمات النفسية بسبب زوجته الصغيرة وإصابته بالعمى الذي عمل على تدهور حالته الصحية بشكل كبير.
وهو الفنان الراحل عبدالفتاح القصري، حيث تزوج في نهاية حياته من فتاة تصغره سنًا تدعى “نازك” وكانت تعمل ممرضة بالمستشفى الذي كان يعالج فيه، بعد إصـابته بالعـمى وكانت هذه الزيجة الرابعة له، وكان يحبها كثيرًا ولأنه لم ينجب قام بتبني شاب صغير السن يعمل لدى بقال أسفل منزله.
لكنه فوجئ بأن زوجته تطلب منه الانفصال مبررة موقفها إلى أنها ما زالت صغيرة ولا تستطيع العيش مع رجل فا قد البصر، وعندما انفصلا وهي ما زالت تعيش في منزله فاجأته بخبر كان بمثابة الصـدمة الكبرى عندما قالت له إنها ستتزوج من الشاب الذي تبناه.
أقامت نازك مع زوجها الجديد في شقة الفنان الراحل وتركته حبيــسًا في غرفة من الشقة بمفرده حتى أصـيب بتصـلب في الشرايين وفقد ان للذاكرة، مما اضـطر شقيقته “بهـية” إلى أن تأخذه بشقتها في حي الشرابية شمال القاهرة وتقوم برعايته.
وعندما اشـتد المرض عليه، نقلت بعض وسائل الإعلام المصرية ما تعـرض له على يد طليقته، فقامت كل من الفنانة نجوى سالم والفنانة ماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقـاذه.
فقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له، وسعت نجوى سالم أيضًا لدى صلاح الدسوقي، محافظ القاهرة وقتها، فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية بمنطقة الشرابية.
وتبرع الكاتب الكبير يوسف السباعي بمبلغ 50 جنيها لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريرا ينام عليه، كما قادت الفنانة هند رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم، ورحل القصري في 8 مارس عام 1964 عن عمر يناهز الـ 58 عامًا.