تلقى الداعية الإسلامي والمدرس المساعد بجامعة الأزهر الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، سؤال: “هل على المخطوبين أن يعرف كل منهما ماضي الآخر؟”، وأجاب عليه من خلال مقطع فيديو نشره على حسابه الشخصي، بموقع تبادل التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقال الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، خلال الفيديو: “يجب أن نعترف بشكل واقعي أن الكل قد مر بعلاقات عاطفية سابقة للزواج سواء كانت بمجرد التعارف أو الحب بهدف الزواج بعد ذلك، لكن في بعض الأحيان لا يكتمل الأمر، ويذهب الرجل للزواج بأخرى ويسألها إذا ما كانت تعرف أحدا قبله ومدى علاقتها به خاصة في زمن السوشيال ميديا، والفتاة تفعل ذلك أيضًا، فهل هذا من حقهم؟”.
وتابع: ” الناس اختلفوا في ذلك في اتجاهين، إذ يرى البعض أن المصارحة أفضل وهي أمر يزرع الثقة بين الزوجين، وفي اتجاه آخر يرى أنه ليس من حقهم ان يعرفوا ماضي أحدهم الآخر، فالماضي سره وملكه وحده، والأفضل كتمانه، فلا يفتش عن ماضي زوجته ولا يفتش هو عن ماضيها، ليؤكد الشرقاوي أنه يؤيد هذا الاتجاه”.
وأضاف: “سيدنا عمر رضي الله عنه هنا قد أمر بالستر، فليس من حق الخاطب أن يعرف أسرار خطيبته التي كانت قبل أن يخطبها ويعرفها من الأساس، ففي هذه الحالة ماضيها ملك لها وهو أيضًا، ففي افشاءه نوع من المجاهرة ودافع لعدم الثقة فيما بعد بين الزوجين، فكلما تراه زوجته يكلم فتاة أو ينظر إليها سوف تشك فيه، وكذلك الزوج كلما رآها تتحدث في الهاتف ثم تغلقه عند دخوله سوف يشك فيها، “انتوا اللي دخلتوا الشك بكلامكم في حاجة مش من حقكم أنتوا الاتنين تتكلموا فيها”.
وأشار: “الإخلاص في الحياة المعاشة والمستقبل مش في الماضي…الزواج هو عقد حاضر ومستقبلي لا عن أمور ماضية” يقول الشرقاوي ناصحًا الزوجين أو الخطيبين بوضع الامور في نصابها الصحيح، وأيضًا فليس كل خاطب متفاهم وليست كل مخطوبة متفاهمة، فليس الكل يسمع الكلام عن الماضي ويتقبله، فالماضي للنسيان، أو للكتمان وليس للمباهاة، مؤكدًا أن هذا إذا كانت هذه الأسرار لن تؤثر على الحياة الزوجية فيما بعد”.
وأوضح: “أما لو كانت الأسرار سوف تؤثر على الحياة فيما بعد، فلو كان هناك مصيبة عملها أحد الأطراف قد تؤثر فيما بعد على الآخر، فحينها يقول الشرقاوي يجب أن يخبره بذلك حتى يكون له حرية الاختيار أما أن يكمل أو أن يذهب كل شخص إلى طريقه من البداية”.