نشر الكاتب أحمد أبو الفتوح، قصة مهندس مدني تحدث معه عبر تطبيق «فيس بوك» رواجا كبيرا عبر موقع التواصل الاجتماعي تعاطف الآلاف ورغبتهم في مساعدة الشاب نفسيا وعمليا على الأبرز حيث وصل به الأمر إلى التفكير في الانتحار.
وقال الشاب الذي لم يكشف عن اسمه في حديثه مع الكاتب أحمد أبو الفتوح: «دكتور هو لو ما كانش الانتحار قنوت من رحمة ربنا، يبقي كفر برضو» ليرد عليه أحمد أبو الفتوح: «خلينا نناقش دا بعدين، ليه السؤال؟» ليجب الشاب: «ضاقت بيا الدنيا ومش قادر أكمل، متسائلا: «ينفع احكي لحضرتك» معلقا: «امال بسألك ليه عن السبب، اتفضل يا رجل».
وأضاف الشاب الذي حصدت قصته المتداولة من لقطات شاشة تعاطف الآلاف«ربنا يبارلك هختصر في كلامي علشان وقتك، أنا مهندس مدني، دفعة 2004، ومتزوج من 2008 وعندي ولد وبنت، والدنيا كانت كويسة لحد من كام سنة الشركة اللي كنت شغال فيها صفت، وقعدت 4 شهور من غير شغل، بعدها قبلت بشغل بمرتب صغير، وحضرتك عارف وضع السوق والمرتبات».
وتابع الشاب في سرد قصتها المأساوية: «لما الحال اتغير مراتي كمان اتغيرت وبقت عصبية جدا، وصوتها بيعلي علي حتي قدام الأولاد، وعلى طول بترمي كلام يوجع القلب، إني مش مكفيهم وإني زي العواطلية، وأنا كنت مدخل الأولاد مدرسة خاصة سعرها حنين، بس ما بقتش قادر على مصاريف المدرسة والدروس والسبلايز والباص، وأنا أكبر مرتب أخدته من 2017 7000 ألاف جنيه فسحبت ملفاتهم علشان أحولهم مدارس حكومي».
وواصل الشاب المكلوم عن قصته: «عملت خناقة كبيرة، وقتلت الم الدور علشان الأولاد، وكنت بتجاوز عن كلام جارح كتير علشان الأولاد، لحد ما طلبت الطلاق، قلتلها نجيب اللي كانوا قاعدين القعدة اللي اتقدمت فيها ليكي من أهلي وأهلك ونحكمهم لان اللي بتعمليه ما يرضيش ربنا، وافقت وحضر أبوها وعمها وأخواتها الاثنين ومن عندي أخويا الكبير وعمي لأن والدي متوفي، أبوها كتر خيره قالي: “زعلان من بنتنا في إيه و أنا هجيب لك حقك منها” -هو راجل طيب واهلها كويسين الله يباركلهم-فقولت أقدره: فقولته معلش يا حاج خليها هي اللي زعلانة مني خليها هي اللي تتكلم وانا اللي في مقدرتي هعمله».
«لو مش راجل وقد فتح بيت ما كانش فتحته من الأول».. بهذه الجملة أشار الشاب المجهول الاسم إلى اول كلمات نطقتها زوجته في جلسة الصلح بعد طلبها الطلاق بزعم قلة دخلة بالنسبة لتكاليف الزواج» معلقا: «والله يا دكتور قلبي انكسر كسرة عمري ما حسيت بيها في حياتي، ورحمة أبويا سمعت صوت طقطة شعري، وتمنيت الأرض تنشق وتبلعني».
وواصل الشاب: «ما فوقتش إلا على صوت الألم، أخوها الكبير ما استحملش إهانتها لي فقام ضربها، وقالها: جايبنا تفضي تربيتنا ليكي”، وروحت حايشه بعيد عنها وقولت له دي على ذمتي ما لكش تضربها ولولبا أبوك قاعد كان ليه تصرف تاني، فرد: مراتك متا تربتش وحطت روسنا في الطين واحنا محقوقين ليك، وسيبني اربيها من جديد، لكني رفضت أي حد يمد ايده عليها وقولتهم هنحل الحوار بيني وبينها والدنيا انتهت علي كدا يوميها».
ونوه الشاب: «بعدها ما بقتش تتكلم عن الطلاق ولا إنها تغضب لأنها بقت عارفة أهلها في صفي وخالفت تنضرب تاني، بس بقت على طول تحسسني إنها عايشة معي غصب عني، وما بقتش بتخليني اقرب منها، وبتقعد بالساعات على موبايلها، لحد ما جت فترة لاحظت حاجات غريبة، تحط مكياج وتقفل على نفسها وبعد كام ساعة تخرج وتمسحه، قولتها بتحطيه ليه: قالت لنفسي انت مالك».
وأكمل قصته المأساوية: «شكيت فيها وقررت افتش موبايلها واشوف هي بتعمل ايه، هي نومها تقيل، فخليتها نايمة وفتحت التليفون ببصمتها، وخرجت اقلب في الفيس والواتس والحاجات التانية، لقيتها مشتركة في جروب ستات وكاتبة حاجات كتير تعيب فيه وإنها قاعدة معايا غصب عنها وعاوز تتطلق، والتعليقات كلها كفريه لحد ما يطلقك إلخ.. فقولت لازم انهي الشك اللي في دماغي».
واستطرد المهندس الشاب: «يوم الجمعة خرجت وقت الصلاة عادي، ومروحتش الجامع وقلت هطب عليها، واشوف بتعمل ايه من وريا وهي مش مدايني خوانة وما كانتش قافلة عليها الباب، دخلت لاقيتها ارتبكت ووقعت الموبايل من ايديها، وجريت على التليفون وهي جريت على برا ولاقيتها كانت بتكلم شاب على التليفون مكالمة فيديو وهو قفل وعملها بلوك».
وأشار: «لاقيت بينهم كلام وصور عمري ما تخيلت تقوله، دمي حمي وجريت جبت سكينة من المطبخ، لاقيت مستخبية في اوضة البنات وقافلة على نفسها، وخدت التلفيون وطلعت على أخوها اللي ساكن خمس دقائق مني وقولته اختك بتخوني، وكانت كلمت خطيبها بالتليفون الأرضي يمسح المحادثة وقلبت الطربيزة عليه، لاني ما لقاش حاجة».
ولفت: «اتصل اخوها باخوها الثاني، وقالوها تلم حاجتها، وعلموا محضر بإني تعديت عليها وشرعت في قتلها، ورفعت عليه قضية واتطلقت ورفعت دعوي تمكين مسكن، وجابت ناس بددوا العفش، وفتحت قضية تانية واتحبست 6 شهور، وبعت اللي ورايا واللي قدامي على التعويضات والمحاكم، وحياتي ادمرت وحرمتني من ولاي وما بقاش فيه حد راضي يشغلني، حتي فرد أمن والناس بعدت عني، وما بقاش فيه حاجة اعيش علشانها».
من جانبه، علق أحمد أبو الفتوح على منشوره، قائلا: «مكانتش النهاردة المحادثة دي، وكنت متردد في نشرها لحد ما قررت نشر الجزء دا بعد الاستئذان .. أما الباقي فيدمي القلب .. اصعب من اللي قرأتوه .. لكن الحوار مينفعش يطلع عليه اي حد لان اللي ينفع معاه مينفعش مع غيره».