ورد في الأثر وهو من اجتهادات العلماء والمؤرخين، أن النبي الذي حرمت عليه جميع نساء الأرض، هو النبي شيث عليه السلام، وهو ابن من أبناء سيدنا آدم أبو البشر، ويعني اسمه «الهبة والعطية من الله»؛ ذلك أن آدم عليه السلم رُزق به بعد نحو 50 عامًا من مقتل هابيل على يد أخيه قابيل، وكان سيدنا آدم حينها بعمر 130 عامًا.
من هو النبي الذي حرمت عليه نساء الأرض؟ ومما ورد في الأثر أيضًا أن سيدنا آدم، استخلف ابنه شيثًا على المسلمين في الأرض، غير أن تحريم زواج شيث من جميع نساء الأرض كان مؤقتًا، ثم تزوج بعد ذلك من أخته التي تصغره بأربع سنوات؛ ذلك أن أمنا حواء كانت تلد في كل بطن توأمًا ولدًا وبنتًا، وكان الامر الإلهي أن يتزوج ولد البطن الأولى من بنت البطن الثانية، وولد البطن الثانية من بنت البطن الأولى، وحرّم الله على شيث أن يتزوج من أخته وأمره أن يتزوج بمن تصغره بأربع سنوات، وأنجب منها ابنه أنوش.
وكان شيث بارًا بأبيه آدم، وأمه حواء، وكان أقرب أبناء آدم إلى قلبه؛ فأحب العلم، والتعلم، كما أنه ورد في الأثر أنه عاش نحو 912 عامًا، وأن سيدنا آدم علّمهُ العلوم، ثم استخلفه في الأرض من بعده لعمارتها، وكان لشيث ابنًا يسمى أنوش، وأخذ الخلافة من بعد أبيه.
وقيل إن سيدنا شيث كان يقيم بمكة، يحج ويعتمر حتى مات، وأنه جمع ما أنزله الله من أوامر لأبيه آدم، وما أُنزل عليه، وعمل بذه الأوامر، كما أنه بنى الكعبة المشرفة بالحجارة والطين.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: ولد لشيث أنوش وولد معه نفر كثير، وإليه أوصى شيث، ثم ولد لأنوش بن شيث ابنه قينان من أخته نعمة بنت شيث بعد مضي تسعين سنة من عمر أنوش، وولد معه نفر كثير، وإليه الوصية، وولد قينان مهلائيل، ونفرا كثيرا معه، وإليه الوصية، وولد مهلائيل يرد، وهو اليارد. ونفرا معه، وإليه الوصية، فولد يرد حنوخ، وهو إدريس النبي.