أودعت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء الدين محمد خيرت المـُـرِّي، رئيس المحكـــمة، وعضوية القاضيين، سعيد عبدالرشيد السمادوني، وهشام على جمال الدين غيث القاضيان بمحكمة استئناف المنصورة، حيثيات النطق بحكم الإعدام على المتهم محمد عادل، والذي قتل زميلته نيرة أشرف أمام بوابة جامعة المنصورة وقبل دخولها امتحان نهاية العام يوم 20 يونيو الماضي، بعدما طعنها 19 طعنة وذبحها مع محاولة فصل رقبتها.
وأوضحت الحيثيات أن المتهم أرجأ موعد تنفيذ جريمته التي توعد بها إلى موعد مناسب للتنفيذ، وجاء بحيثيات الحكم أن المتهم حَدد مكان تنفيذ الجريمة جامعة المنصورة، والزمان أيام امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري، ليَقينهِ من حُضورها الامتحانات، بعد أن كانت لا تحضر في الأيام العادية نَظرًا لسفرها إلى القاهرة وشرم الشيخ، وبعد أداء الامتحان الأول وفي غُرَّة شهر يونيو 2022، اشترى سكينًا جديدًا من مَحل أدوات منزلية بمُحيط مَحل إقامته بمدينة المحلة الكبرى، له جراب لم يشأ إخراجه منه ليُحافظ عليه حادًا كما هو؛ ليؤتي ثماره التي قرر جنيها وهو إزهاق روح ضحيته، واختار هذا النوع من السلاح لكونه طباخًا وله دراية ومَهارة في استخدام السكاكين.
وأشارت إلى أنه أرجأ التنفيذ خلال بداية أداء الامتحان الثاني أيضا، تحسُبًا من مرافقتها من أهلها، ولكي يَخدَعها بالأمان من تهديداته مؤقتًا، حتى تَسنح له الفرصة التي تُحقق النتيجة التي قصَدها، فعقد العزم على أنْ يكون التنفيذ خلال انعقاد الامتحان الثالث في 11/6/2022، فتوجه إلى الجامعة مُحرزًا السكين المذكور لهذا الغرض، ولكن الفرصة لم تُواته لعدم تمكنه من رُؤيتها.
وتابعت: “في مساء اليوم التالي 12 يونيو 2022، وتصميمًا على ما عقد العزم عليه، أرسل إلى صديقتها مَي إبراهيم البسطويسي- شاهدة الإثبات الرابعة- رسالة عَبرتطبيق واتس آب، من هاتفه النقال مُستفسرًا منها عن حافلة نقلهما من المحلة الكبرى إلى الجامعة وموعدها، فلم تكترث لرسالته ولم تُجبه سُؤله، وخلال أداء الامتحان الـرابع أحـرز ذات السكين الجديـد الحاد مَرةً أخرى ليُنفذ جريمته، ولكنه لم يتمكن من رُؤيتها في هذه المرة أيضًــا”.
صمَّم المتهم على أن يكــون التنفيــذ خـلال انعقاد الامتحان الخامس في يــوم 20 يونيو 2022، وفي هذا اليوم وهو في سبيله إلى الجامعة كان مُدجَجًا بهذا السلاح الأبيض، وتَوجه إلى محطة حافلات شركة سركيس بميدان المشحمة بالمحلة الكبرى، لتيقُنه من استقلال المجني عليها لحافلات هذه الشركة إلى المنصورة شأنها في هذا شأن بقية طلبة الجامعة، وظل مُنتظرًا من الساعة العاشرة وعشر دقائق صباحًا حتى العاشرة والواحد والعشرين دقيقة، بالرغم من وجود حافلة تستعد للتحرك وبها مقاعد خالية وعلى نفس خط السير، على نحو ما رصَدته كاميرات المراقبة في هذا المكان «كاميرات سنتر النصر التجاري»، ولما استـقل الحافلة التي تليها كانت المجني عليها وزميلاتها قد سبقنه إليها، فأبصر المجني عليها فيها واطمأنَّ، لرُؤيتها ليثأر منها حتى لا يَستحوذ عليها سِواه، ووجدها الفرصة الذهبية ليُزهق روحها، وراح يُفكـر في قتلها داخل الحافلة طِـيلة الرحلة التي استغرقت نصف الساعة، لكنه تَريَث مُؤقتًا لانتهاز فُرصة أفضل ليُجهز عليها، خَشية أنْ يذُود الرُكاب عنها فتفشل خُطته.
وأضافت الحيثيات: لما بلغت الحافلة مُنتهاها أمام بوابة الجامعة «بوابة توشكي»، ونزل الجمعُ منها، وكانت المجني عليها وزميلاتها رنا محمد حجازي، ومِـنَّـة الله عصام محمد البشبيشي، ومَي إبراهيم البسطويسي الأشرم، ورضوى مجدي جابر أمين من اللاتي سبقنها، وهو من خلفهن يَترجل ليلحق بهن وسط زحام طلاب العلم في الحادية عشرة صباحًا ليفترس ضحيته، عاقــدًا العزم على إزهاق روحها، حتى صارت قاب قوسَين أو أدنى من دُخول بوابة الحرم الجامعي، فاستلَّ السكين من غمده من بين طيات ملابسه وانهال عليها طعنًا به من الخلف والغِل يَملأ قلبه؛ فسقطت أرضًا على مَرأى من زميلاتها المذكورات، ثم والَى تسديد الطعنات إليها في مَقتل هو صدرها من جهة اليسار وجنبها الأيسر، ثم مَناطق متفرقة من جسدها خلال محاولتها الذود عن نفسها، قاصدًا إزهاق روحها فخارت قواها.