الرئيسية / منوعات / ثروة.. كيف يتم إعادة تدوير الزيت المستعمل بدلاً من التخلص منه؟

ثروة.. كيف يتم إعادة تدوير الزيت المستعمل بدلاً من التخلص منه؟

يعتبر الزيت المستهلك من أكثر الثروات المهدرة في العديد من دول العالم، في الوقت الذي يمكن من خلال إعادة تدوير الزيت حل الكثير من المشاكل الاقتصادية للدول، والمالية للأفراد، وتوفير المزيد من فرص العمل.

وفي التقرير التالي سوف نتعرف على كيفية إعادة تدوير الزيت بأنواعه المختلفة، سواء كانت زيوت معدنية ناتجة من مخلفات المصانع، أو زيوت طبيعية نباتية نستخدمها في بيوتنا ويتخلف منها ناتج القلي أو التحمير، أو الزيت المحترق من مخلفات تشحيم السيارات، وكيف يمكن أن يحول إعادة تدوير الزيت المستهلك إلى مادة جديدة يمكن الاستفادة منها في العديد من الاستعمالات والصناعات.

إعادة تدوير الزيوت المعدنية
دعنا نتعرف أولا على إعادة تدوير الزيت المستعمل والمقصود به، والهدف منه، حيث قد درج العامة على التخلص من الزيوت بعد استخدامها وقد فقدت بالاستخدام بعضا من خواصها مما يجعل الاستمرار في استخدمها يعرض الآلة للتلف، فمثلا يحدد عمر زيت السيارة بعدد معين من الكيلومترات التي تقطعها السيارة، بعدها لابد من تغيير الزيت وإلا تعرضت المحركات للتلف، فأين تذهب تلك الزيوت المستهلكة؟ عادة ما تذهب للنفايات بشكل أو بآخر مما يعرض البيئة للتلوث، فإن تم التخلص منها في البحار والأنهار فإن البقع الزيتية تلوث مصادر مياه الشرب والري، وإن تم تصريفها في الصحراء فإنها تلوث المياه الجوفية أيضا، ويعتبر التخلص من تلك الأضرار مكلفا للغاية، وقد يمتد أضرار ذلك التلوث ليصيب النبات وبالتالي الإنسان والحيوان أيضا الذي يتناول غذائه من نبات ملوث.

وعلى ذلك كان لابد من إعادة تدوير هذه الزيوت وإعادة استخدامها بطريقة آمنة فنحافظ بذلك على البيئة، ونوفر أموالا بتوفير مواد جديدة مفيدة، وأيضا نوفر الطاقة التي تعتبر وقود التقدم والازدهار في عصرنا الحديث.

الاستخدامات المتعددة للزيوت المعاد تدويرها
يستخدم كوقود لمراجل مصانع الأسمنت،وأيضا لتشغيل محركات الديزل.

يستخدم في تدفئة المنازل وعنابر التفريخ.

يستخدم كعامل مساعد في إشعال الأبراج العالية في عدد من الصناعات مثل صناعة الأسمنت.

مراحل إعادة تدوير الزيت
في المرحلة الأولى من إعادة تدوير الزيت يتم فصل الماء عن الزيت بواسطة عملية التقطير، وفي هذه المرحلة أيضا يتم فصل الإيثيلين جلايكول وهو وقود خفيف له عدة استخدامات صناعية منها منع تصلب الجليد على زجاج السيارات خصوصا في الدول التي تنخفض فيها درجات الحرارة بشدة في فصل الشتاء.

المرحلة الثانية من إعادة تدوير الزيت هي عملية الهدرجة، والغرض منها تشبع الجزيئات بالهيدروجين لتحقيق استقرارها وتخليصها من الشوائب، ثم إعادة استخدامها في تشحيم الآلات.

وفي المرحلة الثالثة من إعادة تدوير الزيت يتم تقسيم الشحوم الناتجة عن الهدرجة إلى ثلاثة أقسام، خفيف اللزوجة، ومنخفض اللزوجة، وثقيل ولكل نوع منها استخداماته:

زيت التشحيم خفيف اللزوجة، ويناسب تشحيم أكثر أنواع المحركات.

زيت التشحيم منخفض اللزوجة، ويدخل في العديد من التركيبات الكيماوية والصناعية.

زيت التشحيم الثقيل، وذلك يناسب أنواعا خاصة من الأشغال الثقيلة نظرا للزوجته العالية.

بعد الانتهاء من تكرير الزيوت المستعملة وإنتاج الأنواع الثلاثة من الشحوم الخفيفة والمنخفضة، والثقيلة تأتي مرحلة الإضافات التي تتناسب مع كل نوع حتى تكون مناسبة للغرض المنتجة من أجله، ثم تأتي مرحلة إعدادها للاستخدام من خلال التعبئة والتغليف، وإضافة الاسم التجاري على المنتج واسم الشركة المصنعة، ويتم بعدها طرح المنتجات بالأسواق.

إعادة تدوير الزيت المحروق
هناك طريقة أخرى تستخدم من أجل تدوير الزيت المحروق، والناتج عن تبديل زيوت السيارات، أيضا الزيوت الراجعة من تشحيم المحركات الهيدروليك، يتم تطبيقها في المصانع الصغيرة.

ويتم استخدام هذه الطريقة داخل المصانع الصغيرة كبديل عن التخلص من الزيوت المستهلكة عن طريق الحرق، وهو ما يعد إهدارا للطاقة وتلويث وتدمير للبيئة نتيجة العوادم القاتلة الناتجة عن حرق الزيوت، والتي أصدرت بشأنها عدد من الدول الأوربية تشريعات بتحريمها لضررها البالغ على البيئة والإنسان.

وتستخدم في هذه الطريقة من إعادة تدوير الزيت المحروق نوع من المراجل صغيرة الحجم، يتم فيها خلط الزيوت المستهلكة بالبروبان السائل، وباستخدام الضغط المرتفع يتم فصل الشوائب عن الزيوت المفيدة، والتي تتحد مع البروبان، حيث أن البروبان لا يتحد مع الشوائب، وحتى لا تتعرض الزيوت المفيدة الناتجة إلى الأكسدة والتحول إلى الأكاسيد الكبريتية الضارة يتم إضافة الهيدروجين إلى خليط الزيوت المفيدة المستخلصة، وفي النهاية يتم فصل البروبان بطريقة التبريد.

إعادة تدوير زيت الطعام
عندما نتحدث عن إعادة تدوير الزيت المستهلك من الطعام، والراجع من الاستخدامات المنزلية في الطهي، فإننا نتحدث عن مشروع في غاية الأهمية، خصوصا بعدما اتضح لمعظم الناس مقدار الخطر الذي تتعرض له صحتهم من جراء استخدام الزيت في قلي الطعام أكثر من مرة، وأن ذلك قد يعرضهم للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل مرض السرطان. ومن هنا يمكن أن نتخيل كم الزيوت المستهلكة، والراجعة من البيوت، وكيف يمكن لربة البيت التخلص منها بطريقة آمنة لا تضر البيئة.
وقد يكون الضرر لبيئة بيتها الذي تعيش فيه، وما يحدث من انسداد المجاري وانفجارها إلا بسبب التخلص من الزيوت المستهلة في الأحواض والمراحيض وما يتبع ذلك من أضرار للمباني والشوارع. لو أضفنا إلى ذلك الراجع من زيوت مستهلكة من المطاعم ومصانع تجهيز وبيع الطعام. ندرك أننا أمام مشكلة بيئية حقيقية، وأمام ثروة كبيرة مهدرة لو لم يحسن استغلالها.

صناعات ناتجة من إعادة تدوير زيت الطعام
هناك العديد من الصناعات الهامة تستخرج من تدوير زيت الطعام نذكر منها الآتي:

يصنع منه الصابون السائل الخاص بغسيل الأواني والأغراض المنزلية الأخرى.
يستخلص منه زيت الجلسرين، وهو بدوره يدخل في العديد من الصناعات مثل الكريمات المرطبة للبشرة، وأيضا بعض المركبات الدوائية مثل المراهم.

يتم استخدامه أيضا كوقود حيوي (البيوديزل).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!