تمكن ضباط مباحث الدقهلية، بالتنسيق مع ضباط فرع الأمن العام، من كشف غموض الحادث، حيث تركت رسالة مدونة بخط يدها تعترف فيها بارتكابها للواقعة محتواها: “سامحنى يا محمد انا وديتهم الجنة، انا بتعذب بقالى فترة مش قادرة اعيش انا بتعذب، انت مقصرتش فى حقنا بس انا خفت عليهم وأحمد بالذات معرفتش اخليه يفهم الحياة “.
وكان اهالى قرية ميت تمامة عثروا، الاثنين الماضي، على جثث الأطفال مذبوحين داخل شقة فى منزل عائلة “محمد .أ” الذى تبين أنه مقيم بالسعودية للعمل هناك، وسافر منذ 6 أشهر، ثم العثور على الأم فى حالة صحية حرجة، حيث تم العثور عليها مصابة قرب ترعة بالقرية تبعد عن المنزل حوالي 400 متر.
وعثر على الضحايا الثلاثة مصابين بطعنات وجروج ذبحية بالرقبة، وكانت الطعنات جميعها قاتلة، وأدت للوفاة فى غضون 3 دقائق على الأكثر، وفقًا لما اجرته النيابة العامة من معاينة وجرى العثور على جثثهم بصالة الشقة وغرفة مخصصة للطفل الأكبر وشقيقه.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الجريمة وقعت في شهر مايو الجاري، وهو فترة تغيير فصول، حيث تنشط في فترة تغيير الفصول، مرض الاكتئاب الوجداني، والذي يسمى أيضا الاضطراب الوجداني.
مشيرا إلى أنه هذا المرض ينشط في فترة تغيير الفصول، وعندما تقرأ الرسالة التي تركتها الأم، تجد فيها شعور بالذنب مغلف الاكتئابية، حيث أن هذا المريض، عندما يشعر بالذنب، يبدأ بعملية التخلص من نفسه، وفي هذه الحالة زاد الشعور بالذنب لأنها قالت في الرسالة أن زوجها لم يقصر.
وأضاف فرويز، خلال تصريحات، أن الأم فكرت في أن قتل أطفالها حتى تدخلهم الجنة، ثم تودي بحياتها بعد ذلك بسبب الشعور بالذنب، لأنها وجدت أن استمرار اطفالها بالحياة خسارة في الأرض، وقد يتسبب في مشكلة لها أمام الله، وبالتالي فكرت في قتلهم صغارا، حتى يدخلوا الجنة.
وأوضح فرويز، أن مرض الاضطراب الوجداني، ينشط في فترات تغيير الفصول، وهذا الاكتئاب يغير في الحالة المزاجية بين الليل والنهار، وله علاج، وعلاجه ليس مجرد مضاد اكتئاب، وإنما يتم إعطاء المرض، مثبطات مزاجية، مع مضادات ذهنية بجرعات صغيرة للسيطرة عليه، وفي حال لم يتم علاج المريض والسيطرة على حالته، بيبدأ المريض الدخول في الانتحار.
واختتم: إن سلسلة الجرائم الغريبة التي تضرب الشارع المصري، هي غير معتادة لدى المصريين، وتعود بشكل على إلى وصول المجتمع لحالة حد الانهيار الثقافي، والدولة لم تبذل الجهد اللازمة للحد من حالة الانهيار الثقافي التي ضربت المجتمع منذ سبعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن الفجوة الثقافية خطر على الأمن القومي.