الرئيسية / منوعات / بارقة أمل جديدة.. التفاصيل الكاملة لشفاء أول مصاب بالسكر

بارقة أمل جديدة.. التفاصيل الكاملة لشفاء أول مصاب بالسكر

يعاني البعض من مرض السكري «النوع الأول»، ولكن ربما تبدل الحال بعد أن أعلنت نتائج إحدى الأبحاث عن توافر علاج جديد باستخدام الخلايا الجذعية التي تنتج الأنسولين، وفقا لتقارير جديدة.

وتحدثت التقارير عن أن رجلًا مصابًا بداء السكري من النوع الأول الحاد، وهو جزء من تجربة سريرية أجرتها شركة Vertex Pharmaceuticals، قد تعافى وظيفيًا من المرض بفضل العلاج الجديد الذي يشمل الخلايا الجذعية.

المريض المتعافي من السكري يدعى “بريان شيلتون”، أمريكي الجنسية، يبلغ من العمر 64 عامًا، حصل في يونيو الماضي على حقنة من الخلايا، نمت من الخلايا الجذعية ولكن مثل خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين التي يفتقر إليها جسمه، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

-نظرة عامة على مرض السكري من النوع 1

الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 1 ، مثل “شيلتون” ، يعتمدون على الأنسولين، فحالتهم دائمًا ما تتطلب حقن الأنسولين لتعويض ما لا يصنعه الجسم.

وجدت البيانات المبكرة من تجربة Vertex أن حاجة “شيلتون” إلى حقن الأنسولين انخفضت بنسبة 91٪ بعد أن تلقى العلاج، ما يعني أن جسمه ينظم مستويات السكر في الدم من تلقاء نفسه، بحسب موقع verywellhealth.

وكانت النتيجة مهمة، حيث عانى المريض من عدة نوبات من نقص السكر في الدم مهددة للحياة (انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم، وهو ما يسمى أيضًا بانخفاض نسبة السكر في الدم)، وهي تدهورات شائعة في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول الحاد ويمكن أن يكون لها عواقب صحية خطيرة أو حتى مميتة

بين تقليل الحاجة إلى الأنسولين والوقاية من المضاعفات، من السهل رؤية كيف يمكن للعلاج الجديد أن يغير حياة الأشخاص المصابين.

قال ديفيد طومسون، مدير مركز السكري بمستشفى فانكوفر العام وأستاذ الغدد الصماء في كلية الطب بجامعة كولومبيا البريطانية، إن هذه هي الخطوة الأولى ضمن خطوات في مجال جديد تمامًا ما يعد ثورة.

علاج وظيفي

شملت التجربة التي أُجريت في الولايات المتحدة 17 شخصًا مصابًا، واستمرت لخمس سنوات.

وطوّر فريق من الباحثين بقيادة الدكتور دوج ميلتون عالم الأحياء بجامعة هارفارد، العلاج القائم على الخلايا الجذعية لمرضى السكري من النوع 1، وهو غير مخصص للمصابين بأشكال أخرى من المرض، مثل النوع 2، حيث يغني عن حقن الأنسولين.

ويُنظر إلى العلاج على أنه “وظيفي” لأنه يعالج المشكلة الرئيسية التي يسببها المرض (الجسم لا يصنع الأنسولين) بدلاً من معالجة السبب الأعمق (مرض السكري من النوع الأول هو أحد أمراض المناعة الذاتية).

– ما يمكن أن تفعله الخلايا الجذعية

وقال ديفيد طومسون إن علاج مرض السكري من النوع 1 بهذه الطريقة يتضمن إدخال الخلايا الجذعية إلى المختبر والتي يتم “تدريبها” بعد ذلك لتصبح خلايا بيتا، وهي نوع الخلية التي تصنع الأنسولين في الجسم.

ويهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا في الجسم ويدمرها، ما يعني أن البنكرياس لا ينتج الأنسولين من تلقاء نفسه، لذلك، يجب التحكم في مستويات السكر في الدم باستخدام الأنسولين عن طريق الحقن.

وفقًا لطومسون، هناك طرق مختلفة لإدخال هذه الخلايا إلى جسم المريض، مشيرًا إلى أنه يتم العمل على تطوير أجهزة قابلة للزرع تحتوي على ملايين الخلايا المشتقة من خلية جذعية، حيث يتم وضع هذه الغرسات تحت جلد البطن، لافتًا إلى أن “شيلتون” كان قد تلقى حقنة من الخلايا في كبده.

وأضاف طومسون أن الخطوة التالية هي إدخال المزيد من الخلايا إلى الجسم لمنح المريض سيطرة أفضل على مستويات السكر في الدم وإيقاف حاجته للأنسولين تمامًا.

-المخاطر

العلاج الحالي القائم على الخلايا الجذعية واعد للغاية، ولكن هناك بعض المخاطر، بينها أن المرضى يحتاجون إلى تناول مثبطات المناعة، ما قد يجعلهم أكثر عرضة للعدوى التي يمكن أن تكون خطيرة.

وقال طومسون: “الشخص الذي يعمل بشكل جيد للغاية مع الإدارة الحالية لمرض السكري من النوع 1 ولديه سكريات مضبوطة جيدًا ولا توجد مضاعفات، قد لا يرغب في تحمل هذه المخاطر الإضافية”.

-من يمكنه الحصول على العلاج؟

وقال بيتر سينيور، ومدير معهد ألبرتا للسكري في كندا، إن معظم العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية ركزت على الأشخاص المصابين بأشكال حادة من المرض، لأنهم أكثر عرضة لخطر النتائج الصحية الخطيرة والضارة.

وأفاد بأن هؤلاء المرضى يعانون من “مشاكل مع عدم انتظام سكر الدم، ولكن هذه ليست مشكلتهم الوحيدة، فلديهم مشاكل في العين ومشاكل في الكلى وأشياء أخرى من هذا القبيل.

-ماذا عن المصابون بالسكري من النوع 2؟

المصابون بالسكري من النوع 2 ليسوا مرشحين للعلاجات القائمة على الخلايا الجذعية، حيث يختلف عن النوع 1 بطريقة مهمة، فلا تزال أجسامهم تصنع الأنسولين، لكن فقط خلاياهم أصبحت غير حساسة له.

كما يمكن التحكم في النوع 2 باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة وتغييرات أخرى في نمط الحياة، وكذلك استخدام الأدوية (مثل الأنسولين) على النحو الموصوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!